
فى جوف الليل جلست حيرى اناجى ربى وقد جاشت خواطرى فأثقلت كواهلى ولم أجد طريقا سوى مناجاه بارئى
وقادتنى قدماى الى الخارج حيث الظلام العاتم وقد اسدل ستائره على الدنيا
فملاها بهموم الناس
رفعت بصرى الى السماء فإذا بلآلى
جزبنى توهجها وكأنها تقول لى إن الامل ما زال حيا
ومن جانبها يتربع القمر على عرش السماء فى ابتسامه هادئه واثقا من نفسه لم تهزه مناجاه الحيارى
له يرسل أشعته الهادئه ليشق ظلام الليل الحالك
يصنعان ثنائيا وكأنما هذه الدنيا كتلفاز أو كشريط يتكرر أمامهما كل يوم فلم تعد تؤثر فيهم هموم المناجين والحيارى
هدوئهم ينم عن رضا بحال الدنيا وحال سكانها
وكأن هذا الهدوء ردا على سؤال الحيارى
ومن أسفلهم أصوات الكائنات الليليه ترتفع تشكل خليطا وكأنى فى وسط معركه حربيه فإنقبض صدرى ووقفت حائره
بين هدوء السماء وبين صراع هذه الكائنات وكأنها تقول لى لا تستسلمى لهذا الهدوء ولا يغرك
ظاهره أفيقى ثورى لا تستسلمى لواقع الحياه
موقف متناقض بين الرضا والسخط شعرت بصراع شديد داخلى تتجاذبنى قوى الطرفين
فإنهمرت دموعى وصرخت صرخه
أفاقت هدوء السماء وأسكتت اصوات الليل وعرفت أن حال الدنيا لا تدوم لأحد
ولكن ما زال يتردد بداخلى سؤال
هل نرضى بها كما هى أم نهب ثائرين نعلن عن عصياننا لما آلت اليه
مصائرنا؟
(شاركونى الرأى)